Skip to content

منظمة الصحة العالمية تتوجه بمذكرةٍ نحو الأمم المتحدة حول سوريا مخاطِرةً بإشعال انتقادات ترامب تجاهها.

ترغب منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة أن يسمح مجلس الأمن على وجه السرعة باستخدام المعبر الحدودي العراقي إلى سوريا مرةً أخرى للمساعدة في مكافحة وباء كورونا، وفقاً لما جاء فى مشروع مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضواً.
ولكن النسخة المحدثة من المذكرة، المؤرخة يوم الثلاثاء الماضي، تراجعت عن النداء المباشر لإعادة فتح معبر اليعربية بعد حوالي أربعة أشهر من إيقاف استخدامه لعمليات الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين. ولم ترد منظمة الصحة العالمية على الفور على طلب التعليق.

إن هذا التحرك يخاطر بانتقادات أوسع -والتي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- بأن هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ من جنيف مقراً لها تسمح لنفسها بالتأثر بنفوذ بعض البلدان.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أوقف ترامب التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية في حين تُراجع واشنطن تعامل الوكالة مع وباء كورونا، واتهم ترامب منظمة الصحة العالمية بأنها “منحازة للصين”، وهو أمر نفته المنظمة بحزم.
وقال لويس شاربونو، مدير عن الأمم المتحدة في هيومن رايس ووتش Human Rights Watch، عن التغييرات التي أُحدثت في المذكرة أنه “ينبغي لمنظمة الصحة العالمية أن تقف بحزم وألا تذعن لضغوط القوى الكبرى. فالأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات. وعلى المجلس أن يعيد فوراً تفويض فتح معبر اليعربية”.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا يوم الأربعاء، دعا العديد من الأعضاء الأمم المتحدة إلى المساعدة في توسيع نطاق عمليات الإغاثة عبر الحدود إلى سوريا. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت أنه ينبغي البحث في جميع الخيارات بما في ذلك استخدام معبر اليعربية.
إلا أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا حذر بقوله “نحث الزملاء على عدم إضاعة وقتهم في البحث عن وسيلة للدعوة صراحة أو ضمناً لإعادة فتح معبر اليعربية”.
هذا وقد أبلغت سوريا عن 43 حالة إصابة – بما في ذلك حالة في الشمال الشرقي –  بفيروس كورونا المستجد وثلاث وفيات. وجاء في مذكرة منظمة الصحة العالمية المحدثة أن تأثير الفيروس في سوريا قد يكون “كارثياً حقاً”.
“الإرهاب أسوأ من الفيروس”
وكان مجلس الأمن قد جدد موافقته بشكل سنوي على تسليم المساعدات عبر معبر العراق خلال السنوات الست الماضية ولكنه تخلى عن موافقته في كانون الثاني في مواجهة معارضة روسيا الحليفة لسوريا مدعومةً بالصين .
وقال مشروع مذكرة منظمة الصحة العالمية أن “الأطراف في الأمم المتحدة تطالب بإعادة فتح معبر اليعربية بشكل فوري. وسيكون لذلك تأثير كبير على الاستجابة لمواجهة فيروس كورونا في شمال شرق سوريا”.
وجاء في المذكرة المحدثة بدلاً من ذلك أن “هناك حاجة لإيجاد خيارات جديدة” لاستبدال المساعدات التي تم تسليمها عبر العراق، مضيفة أنه لا يمكن زيادة عملية شحن المساعدات عبر خطوط النزاع في البلاد بشكل كاف لتلبية الاحتياجات في شمال شرق سوريا.
وقال دبلوماسيون غربيون إن إغلاق المعبر العراقي يقطع 40 في المائة من المساعدات الطبية إلى شمال شرق سوريا.
وقد قال مسئول المساعدات في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن يوم الأربعاء إن “الفجوات في الإمدادات الطبية في شمال شرق سوريا آخذة في الاتساع. في هذا الوقت يتعين علينا التوسع بشكل عاجل لمواجهة فيروس كورونا، لذلك يجب تضييق هذه الفجوات”.
هذا وقد أدت حملة القمع التي شنها الرئيس السوري بشار الأسد على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في عام 2011 إلى حرب أهلية. فقد فر ملايين الأشخاص من سوريا وتشرد ملايين آخرون داخل البلاد. وهناك حاجة إلى موافقة مجلس الأمن على عمليات إيصال المساعدات عبر الحدود التي تقوم بها الأمم المتحدة لأن الحكومة السورية لم توافق على ذلك. وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمام مجلس الأمن إن الإرهاب “أخطر” من فيروس كورونا على سوريا.
 
 
تقرير: ميشيل نيكولز
تحرير: بيتر كوني
المصدر: رويترز
ترجمة: شبكة نداء الفرات

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top